جَمَالِيَّةُ الفَاصِلَةِ القُرآنِيَّةِ فيْ سُوْرَةِ التَّكْوِيْرِ
الكلمات المفتاحية:
جمالية الفاصلة ، التحليل الجماليّ ، الفاصلة القرآنية ، سورة التكويرالملخص
تشكل الفاصلة في نظام النص القرآنيّ وخطابه بُعدًا جوهريًّا راكزًا في خطيط علم الله تعالى, يحاكي عمق السليقة العربية آنذاك بخاصة, وينفذ مكامن النفس الإنسانية, ويحرك إيعازات العقل, ويسبر أغوار الفكر, ويضرب جرس نغم الروح, ويلفت الأذهان بأعذب الألحان, من هنا انطلق اهتمام البحث بدراسة العناصر الجمالية -ولم يكن معنيًّا بالدراسة البلاغية ومتعلقاتها- التي شَكَّلتِ الفاصلة القرآنية في سورة التكوير, بتصميم بناء هندستها, وبتخطيط أسرار تراتبها, وبتناسب اختيارها مع معاني السورة, ومع معنى كل آية فيها, ومع معاني كل مجموعة آيات تجمعها فاصلة واحدة موحدة بها, وهذا ما جعلها مخصوصة بالاختيار وبالبحث من دون سائر السور القرآنية, لما تنماز به من خصوصية عناية اختيار الله تعالى في بيان الأحداث والوقائع الكبرى, والمشاهد والتحولات العظمى التي تَحْدث في القيامة ويومها وعواقبها, وتُحْدِث تغيّرًا جذريًّا وتغييرًا شاملًا في دائرتين كبيرتين أبدع خلقهما سبحانه جلّ اسمُهُ, هما: دائرة إبداع خلق الكون بموجوداته غير العاقلة كلّها, ودائرة إبداع خلق الإنسان بملازماته العقلية كلّها, وما يصاحبهما من تبدل واستبدال للنظام الكوني والإنساني معًا, لبيان قدرة الله الحق ومشيئته على كل شيء, وما يجريه بشخص رسوله الكريم المتجسد فيه الحق الذي يدمغ الباطل الشيطان ويزهقه, وهذه الاعتبارات المترتبة في سياق فاصلات آيات سورة التكوير, جعلت منها متوزعة بأقسام ثلاثة ترتب عليها بناء السورة وتطابقت هي الفاصلة على معناه جزئيًّا مع المفردات والجمل, وكليًّا مع الفقرات والسياق, وهذا ما سيحلّلهُ البحث تحليلًا نقديًّا جماليًّا مُحاولًا تشخيص أسرار تشكّل عناصر هندستها, وقيمة بنيتها الجمالية