الزمن الخارق في القصة القرآنية ((قراءة تأويلية في قصة ملكة سبأ))
المؤلفون
المدرس الدكتور سالم عبدالنبي العقابي
جامعة البصرة/ كلية التربية للعلوم الانسانية
الكلمات المفتاحية:
الزمن، فلسفة الزمن الخارق، الزمن العجائبي، الفضاء التواصلي، التأويل، الدلالة المركزية، الدلالة الثانوية السرد، الحوار، القص
الملخص
تناول القرآن الكريم الزمن بطريقة علمية، تتفق مع المنطق البشري -خصوصا - في الموضوعات ذات الصلة بالعبادات والأحكام التشريعية التي تهدف إلى ضبط سلوك الفرد والجماعة، وهذا اللون من الزمن يكاد يحتل مساحة واسعة من الآيات القرآنية، الا ّانّ القرآن أشار لنمط آخر من الزمن، وهو الزمن الخارق او المعجز الذي لا يستوعبه العقل البشري، ولا يتفق مع وعي الإنسان للزمن ،فعُدَّ نوعا من الزمن الإعجازي او العجائبي غير المألوف وغير الطبيعي أذ كسرت صورته جميع قواعدَ المنطق والطبيعة البشرية وهو الأمر الذي قاد الباحث لدراسة هذا النوع من الزمن ،أي الزمن الخارق وتحديدًا في قصة(ملكة سبأ) من خلال إخضاع هذه القصة للمنهج الدلالي والقراءة التأويلية .لذلك أماطت هذه الدراسة اللثام عن تفاصيل الزمن المعجز والخارق لقواعد الوعي البشري المتعارف عليها، إذْ أفضت الى ظهور مفهوم جديد أضيف لأقسام الزمن المعروفة:(الزمن الموضوعي، والزمن الفيزيائي، والزمن النفسي، والزمن البيولوجي) وهو الزمن الخارق الذي يقع ضمن القص والسرد الزمني العجائبي، لأن القرآن الكريم عرض الزمن من خلال ربطه بالشخصيات الخارقة أو عبر خلق حوار أفقي تختلف فيه هوية المتحاورين من حيث النوع والجنس ،وهو ما اتضح جليًا بالحوار القرآني بين النملة وأبناء جنسها أو بين الهدهد والنبي سليمان-على سبيل المثال- إذْ تم خرق الفضاء التواصلي من متحاورينَ يختلفون فيما بينهم نوعًا ورتبة ،إذْ ليس ثمةَ فضاءٌ تواصليّ جامع بين النملة والنبي سليمان، اوبين الهدهد وشخصية النبي نفسه. وبناءً على هذا: فإن الدراسة أوضحت بشكل جلي طريقة سرد القصص القرآني لهذا الزمن من خلال الربط مع الشخصيات الخارقة او من خلال الحوار والصراع الذي حصل بينها وانبثقت على أثره الصورة النهائية للزمن الخارق بعد إخضاع آيات القصة لآليات القراءة التأويلية.