اضطرابات اللغة الاستيعابية لدى طفل عراقي مصاب بالتوحد: دراسة حالة

الملخص

تُعَدُّ اضطرابات اللغة الاستيعابية من بين أوجه القصور الأساسية في التواصل المرتبطة بالأطفال المصابين بالتوحد، حيث تُعرََّف إجمالا على أنها صعوبة في فهم وتتبع ما يقوله الآخرون، وهي من السمات المميزة للتوحد. تهدف هذه الدراسة إلى فحص القدرات اللغوية الاستيعابية لدى طفل مصاب بالتوحد يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وذلك باستخدام ثلاثة مقاييس تقييم لتطور اللغة (تقرير الوالدين، والتقييم المصمم ذاتيًا، والملاحظات المباشرة والمتكررة من قبل الباحِثَين على الطفل نفسه في مواقف التواصل المختلفة). وتندر الأبحاث التي عالجت قضية العجز في التواصل لدى الأطفال المصابين بالتوحد في السياقات العربية، وبخاصة في العراق، على الرغم من أن أوجه القصور هذه في التواصل لدى أطفال التوحد أصبحت أكثر وضوحًا وتزايدًا في المجتمع العراقي. ونادرًا ما يتم التعامل مع مهارات الاستيعاب لدى الأطفال المصابين بالتوحد بشكل خاص، على الرغم من حقيقة أن الاستجابة المبكرة لمهام فهم اللغة هي إحدى العلامات الأساسية والأولية التي تشير الى اضطراب التوحد لدى الأطفال في سن مبكرة جدًا. فجاءت هذه الدراسة لتسد ثغرة في ميدان البحث العلمي حول طيف التوحد في العراق. حيث أن دراسة مهارات اللغة الاستيعابية، على وجه الخصوص، ودراسة الأسباب ذات الصلة بالفهم الضئيل للكلام وللغة، تساعد الآباء والمعالجين على فهم المشكلة بدقة أكبر، كما تساعد على ضبط برامج التدخل المناسبة وفق ما يقتضيه مستوى الإدراك والفهم لدى المصابين بهذا الاضطراب. وتشير النتائج إلى أن الطفل المصاب بالتوحد والذي تمت ملاحظته في هذه الدراسة يُظهر إعاقات شديدة بخصوص اللغة الاستيعابية، مقارنة بأقرانه من الأطفال الذين لم يصابوا بالتوحد، وذلك بسبب النقص في مهارات المعالجة الحسية الأساسية، بالإضافة الى عوامل اجتماعية أخرى.